تحتل قصة نورجهان حيزاً كبيراً في تاريخ جهانجير، فقد كانت ابنة لميرزا بيج مواطن من طهران كان والده وزيراً لسلطان التتر من خورسان أبان تلك الظروف العصبية، حاول ميرزا بيج تجريب حظه في الهند وفي طريقه الى الهند رزق بطفله قندهار ، تعرف بيج تجريب باكبر عند اعتلائه المناصب العريقة في الديوان في كابول، وعند بلوغ ابنة ميرزا السابعة عشر من عمرها تم تزويجها الى علي كولي بيج استافلوا، وقد كان هذا مغامراً فارسياً استطاع الحصول على ارض وممتلكات من النغال، وصل الى علم قوربودين حاكم البنغال ان شير افغان كان متمرداً مما دفعه الى التوجه الى جاستيكو ، وعندها استطاع شير افغان قتله غير ان رفاق قودبودين قاموا مؤخرا بالقصاص له، دب خلاف حول الجريمه المروعة ويقال انها كانت مجرد فبركة واختلاف للتمكن من الفوز بمحبة مهروينزا ، وقد طال الجدل والخلاف حول قتل شيرخان وزواج ارملته جاهنجير الدكتور بني براساد مؤلف هذا العمل يرى ان الامير سالم لم ير مهروينزا ولم يتم زواج سالم منها فقد سبق وان رآها جاهنجير مرة واحدة في حياته ولا يؤيد الراي القائل بأن جاهنجير كان راغباً في زواج مهروينزا علماً بأن اكبر لم يوافق على ذلك ولطالما كان اكبر رافضاً فكرة الزواج فانه لم يقبل ان يكون شير افغان ضمن رجال الامير سالم.
وكذلك فأن امراة مثل نورجهان لن ترضى بالزواج من قاتل زوجها ، ان الظروف التي تحيط بموت شير افغان ذات طبيعة مشبوهة ، كنا انه ليس هناك دلالة قاطعة تؤكد براءة الإمبراطور من هذه الجريمة.
السمات الرئيسية في القصة:-
------------------
بعد وفاة شير افغان جاءت ارملته مهروينزا الى أنمرا لتعمل تحت إمرة السلطانه سليمة بيجوم( وهي زوجة والد جاهنجير) 1607-1677 وتزوجت بجاهنجير الذي منحها لقب نورجهان ( نور المكان ) بحيث اصبح اسمها فيما بعد نورجهان او ( نور الدنيا ) وطبقا للقصة فقد كانت تعد نفسها لتكون ملكة العالم، وحصل في مناسبة احتفالية ان اصطفاها الامبراطور وادخلها ضمن نسائه، وعلى مر الايام ازداد نفوذها وهيبتها واصبحت ذات صيت وثراء وشرف حيث كانت الهبات والموافقات لا تتم الا بعد اخذ إذنها، منح الامبراطور جاهنجير نورجهان حق السيادة والحكم.
كانت في بعض الاحيان تجلس على شرفة القصر في الوقت الذي يقوم فيه النبلاء والخاصة بتعريف انفسهم والاستماع الى ارشاداتها وتوجيهاتها ، كانت العملة المستخدمة في ذلك الوقت تحمل اسمها بنقش مميز من الذهب، كان ذلك للفوز لموافقاتها ، كانت تحب الشعر وكانت بارعه الجمال ترتدي ازهى الثياب وافخرها وارقاها في ذلك الزمن ، قامت بتصميم مختلف الثياب من الحرير والقطن وقد كانت تختار تصاميم ثيابها ومجوهراتها ، كانت تتميز بقدرة جسمانية عظيمة كانت تذهب لرحلات الصيد مع زوجها في العديد من المناسبات وقد استطاعت ترويض النمور الشرسة، كانت سريعة البديهة بطريقة مشهورة عندما سجن زوجها من قبل مهابات خان اعتلت ظهر فيل في محاولة لانقاذه مهما بلغت المخاطر والتحديات.
كانت تعمل بجد واقتدار سخية مع الفقراء والمساكين تقوم بجمع المال لتزويج بنات المسلمين تعتقد ان اية فتاة يتيمة تحتاج العون والمساعده وينبغي تزويجها الاقليم الذي تبسط سيطرتها عليه يضم ما لايقل عن (500) فتاة يتيمة تقديرها لجهانجير لا يضاهي كانت تحبه كثيرا مما جعله ينسى كل ما كان يدور حوله ويطلق العنان لها لادارة دفة الحكم ، كان يردد العبارة التالية:-
" لقد بعت مملكتي لملكتي الحبيبة، يتم ذلك مقابل كاس الخمر وطبق الشوربة"
كانت نورجهان ملكة بحق غير انها لم تخلو من العيوب فقد كانت شديدة الغيرة لا تتسامح في تعنيف الاخرين وما وقع من خلاف بينها وبين موهابات يكشف طبيعة الغيرة المتاصلة في نفسها، لم تتردد في مساعدة اقاربها ومؤيديها لاعتلاء المراكز المتقدمة اعتلى اخوها عساف خان منصب الوزير الاول في الدولة ، كما منحت والدها مركزاً رفيعا وعندما تزوجت ابنتها بشاه ايار(ابن اكبر) انهالت عليه العيديد من الاكراميات.
تنقسم فترة حكم نورجهان الى مرحلتين:-
1- 1611-1622 المرحلة الاولى تميزت بالتحالفات(مع كورام-شاه هاجان)0
2- 1622-1627 المرحلة الثانية ساد الشقاق بينهما مما ادى الى الانفصال
وصل نفوذها شأنا عاليا حيث كادت ان تبسط نفوذها على كافة اجزاء الامبراطورية.
بدات صحتها في التردي والتدهور عندما كانت تتردد على المنتجعات والمصحات لزيارة مشاهير الاطباء لعلاج زوجها الذي بدات صحته تتدهور بسبب ادمانه للشرب قام اخيرا بزيارة كشمير وكابول.
في اكتوبر 1627 فارق جاهنجير الحياة كانت نورجهان بصحبته استدعت شهريار من اجرا الى لاهور بغرض تنصيبه على العرش غير ان شقيقها عساف خان تدخل في مسالة جلسه على العرش فانهزم شهريار مع نورجهان. اعتزلت نورجهان الحياة العامة وتم سجن شهريا توفيت نورجهان في عام 1645 .
وحسب ما اورده المؤرخون انه ظل حكم نورجهان اصبح جاهنجير مدمن ملذات واهما واجباته الوظيفية تماما فقد مهدت له زوجته المحبة للسيطرة الانغماس في الرحلات والاسفار حتى انزوى عن الحياة العامة وتصريف امور الدولة وانجرف وراء الخمور . كل الحقائق والادلة تؤكد مكرها ودهاءها وما تتميز به من عبقرية تفوق عبقرية جاهنجير غير انها في ذات الوقت كانت ملاكه الذي يحتمي به عند الملمات.