البرامج
     سور الضبــــــاب
     

 الزمن في أخر أيام إمبراطورية آل عثمان في أيام السلطان عبد الحميد الثاني ،الدولة الواهنة سماها القيصر الروسي"الرجل المريض"وتكالبت عليها دول أوروبا بدافع من أحقاد صليبية ،ومطامع توسعية استعمارية ،ووقف اليهود وراء هولاء يمدونهم بالمال ويحركونهم بالدسائس لان اليهود لا يعملون في الضوء لجبن متأصل فيهم.

جاء السلطان عبد الحميد بعد سلاطين اغرقوا الدولة بالقروض التي ترتبت عليها فوائد ولم يبال السلطان عبد العزيز بمصير دولة آل عثمان ،ولم يكن السلطان مراد في وعي يدعوه إلى انظر في شؤون الدولة لإدمانه الخمر،وانتمائه الماسوني واختلال في قواه العقلية،فنشطت جمعية تركيا الفتاة وجمعية أحباء صهيون،أنشأها الإنكليز الصهاينة في معتقدهم وميولهم الفكرية- ثم جاءت جمعية الاتحاد والترقي التي سقطت الإمبراطورية العثمانية على يدها،وتحقق لليهود حلمهم الذهبي في الحصول على فلسطين - الأرض الموعودة- التي لم يستطيعوا الوصول إليها بوجود السلطان عبد الحميد الثاني.
العراق في قبضة آل عثمان تابع للإمبراطورية العثمانية،بعد أن توالت عليه غزوات الفرس زمنا طويلا حتى انهكته.
توجهت أنظار -بريطانيا بشكل خاص- إلى العراق واصبح حلما من أحلام تلك الدولة الاستعمارية التوسعية،وبدأ الرحالة والمستشرقون يزورون بلاد الرافدين بلاد الآشوريين و السومريين أول حضارات العالم ،كنز الآثار الدفينة وحصلت موافقات على التنقيب في تلك الآثار على أن يكون للإنكليز نسبة- وهكذا بدا الإنكليز والألمان أيضا- في فترة التنقيب حسب فرمان من الباب العالي -قرار من مجلس الوزراء ونشط اليهود بحماية الإنكليز،ينهبون الآثار ويبيعونها للإنكليز حتى امتلأ المتحف البريطاني وغيره بنفائس  الآثار ووقف أمناء المتحف العثماني عاجزين عن درء خطر تسرب الآثار ،فالولاة كانوا أتراكا لا علاقة لهم بحضارة العراق،ولا يفقه بعضهم أهمية الآثار في حفظ تاريخ الامم.
تدور احداث مسلسل سور الضباب في الموصل التي تحيطها مدن أشور الدفينة في تراب الأرض والزمن والموصل مفتاح الاتصال بالقسطنطينية وبلا الشام،وهي بذلك مرتع تجاري خصب لكنا ولاية صغيرة من ولايات الإمبراطورية الضخمة ،والاهتمام العثماني بها يأتي من جباية الضرائب التي يجب أن يدفعها الوالي سنويا إلى خزينة اسطنبول.
احداث المسلسل تدور في محاور تهريب الآثار وضعف السلطة ودس اليهود ، ونشاط الجمعيات الهدامة،وعجز المصلحين عن إصلاح الفساد الذي أهملته السلطة والدور الكبير الذي قام به أهل الموصل ومن يحمل غيره على هذا البلد وتراثه وتاريخه
غريب شاب في الخامسة والعشرين قذفنه الأيام العسيرة التي عاشها مع جماعة مهربين إلى خان وسط الطريق إلى الموصل هذا الخان تملكه سيدة ربيبة عشيرة شمر البدوية(وشمر عشيرة كبيرة عريقة ).
في الخان تلقى غريب عناية - رحمة - صاحبة الخان ، والشاب الذي كان بخدمتها واسمه- هداية الله - ولقبة هدهد.
بدأ غريب مسيرة جديدة بعد انفصاله عن المهربين وبعد أن لقي عناية كبيرة من - رحمة - التي تعتز بانتسابها لشمر ، ومن هذا الخان - القريب - من الموصل انطلق غريب بالتعرف على عالم جديد، دخل الموصل لبيع بعض اللقى الأثرية لأحد اليهود وبدأ بالتعرف على الناس وسماع الأخبار إلى تدور في مجال ضعف الدولة ومحنة الناس،والفقر وتعسف الوالي العثماني واهم شخصية صادفها غريب قاضي الموصل هذا القاضي الزاهد المتعفف الذي لا يأخذ أجرا عن القضاء بل يعمل مع عائلته ، بنسج الجلال و الحصران ، أما القضاء فيراه واجباً دينيا يؤديه حفظا لحقوق المسلمين والناس اجمعين.
بدا غريب يصلح نفسه سرا وعلنا بالقاضي ، واخذ يكتشف الأسرار الخفية لحياة الناس واكتشف أن اليهود والإنكليز بعملان معا على هدم بناء الولاية الاجتماعي والاقتصادي ، وبسبب الأفكار - الرنانة والطنانة - التي يشيعها ويبثها بعض اليهود  المتسترين بلباس الثقافة والتقدم اخذ الشباب ينتمون إلى جمعيات لا يدرون ما هي أهدافها الحقيقية .
أما الموالي فمنحته البقاء على كرسي الولاية والثمن جباية الضرائب من الناس وإرسالها إلى اسطنبول ، وهذا بدأت الشقة تتسع بين الناس والوالي ومع هذا الضعف قويت الدعوات الغريبة باسم الحرية والمساواة وما إلى ذلك في هذه التيارات المتضاربة اندفع غريب يعيش وسط حياة الناس ، ويكتشف حياته الجديدة ومن ضمن ما اكتشفته - مريم - الفتاة الصغيرة التي تعيش في بيت أحد ملاك الأراضي وزوجته التركية.
يسعى غريب إلى تخليص مريم من سجنها في ذلك البيت التركي وهي العربية بان يدعي إنها أخته من أم ثانية ، وجاء ليستعيدها ،ويقف مع غريب كل خير له غيره وحب ودعوة للثأر من الظلم والتعسف ومن بين هؤلاء عجوز سيدة عربية بغدادية زوجها تركي صاحب منصب كبير وابنها هارب من اسطنبول لاشتراكه في حركة تمرد ضد دولة آل عثمان،وتقرر السيدة الهرب بابنها إلى بغداد وتحرض غريب فيأخذ مريم ويستعد الجميع للرحيل،وتتقدم السيدة طالبة يد مريم لابنها ولا يجد غريب سبيلا غير الموافقة ، المهم أن تصبح مريم حرة تعيش بكرامة وليس المهم أن يرضى غريب هوى نفسه ، فيثبت أن أخ مخلص استطاع أن يرفع أخته من وهدة الذل إلى ربوة الكرامة .
" تمثل قصة غريب هذه موقف كل وطني غيور يريد أن يدفع عن أهله وبلده البلاء حتى وان ضحى بشيء من آماله الخاصة.
 
 
 ارسل التعليق
الاسم
البريد الالكتروني
تعليقات  
                      
  
basharweb